الرئيسية
هنا , وهناك تحت أقدامنا وفوق رؤوسنا , تعيش مجموعة من البشر تصنع الحياة في اجمل صورها ... من هم أصحاب هذه الموهبة الذين استطاعوا بالكلمة والعمل ان يعلمونا المعنى الحقيقي للحياة ؟
إنهم كل رجل يعرف معنى الحياة... وكل امرأة تعلمت فن الحياة.. هؤلاء جميعا هم الذين نجد في كل ما يقولون, وفي كل ما يفعلون , تلك المعاني الخفية التي ترفع من روحنا المعنوية ... إنهم هؤلاء الذين عرفوا كيف ينفذون من خلال تلك الخيوط المضيئة الرفيعة فتراهم معك في لحظات اليأس والمرض والوحدة... حتى لو كانوا بعيدين عنك...
هذه قصة لفنان أحب الحياة بإخلاص ...
في الربيع بدأت الحياة تعود إلى الأشجار التي جفت تحت صقيع الشتاء وجاء البستاني كما تعود أن يفعل في كل عام ليعاون الشجيرات الصغيرة على الاستمرار في رحلتها مع الحياة.... فلما رأى منظرها أمضى لحظات يتأمل الجفاف الذي أصاب الأرض التي جاء ليعيد لها الحياة وما هي إلا لحظات حتى اخرج الأدوات الصغيرة التي كان يضعها في كيس يحملها على كتفه وبدأ يعمل !!
وفجأة اختفى الرجل العجوز , لا يدري من أين يبدأ , لقد تحول إلى شاب صغير ....
في ساعديه القويتين وفي عينيه النافذتين عزم وتصميم. ماذا حدث له ؟ انه ذلك الحب في قلبه للأرض التي أمضى حياته يعمل فيها , وللعمل الذي أصبح كل شيء في عالمه الصغير وسط الزهور والورود التي يزرعها بيديه وهو يرى شجيراته الصغيرة تنمو وتكبر كما لو أنها طفلاً صغيراً يرعاه ويعتني به .
ومضى البستاني يعمل في هدوء يقلب الأرض بفأسه ويجمع الأوراق الجافة , ويشق جداول الماء ويصف شجيرات الزهور الصغيرة في الأرض في شكل هندسي جميل ثم ما تلبث المياه أن انسابت في هذه الطرق الصغيرة , لتروي التراب الذي جف تحت الصقيع والثلوج .
ولو وقفنا لحظة تأمل في هذا البستاني...
ترى هل وقف لحظة واحدة طوال هذه السنين التي قضاها مع عمله في الأرض ليفكر في انه لن يصل إلى أكثر مما وصل إليه ؟؟؟
ترى هل تمنى أن يكون غير ما كان , وان يجمع مالاً أكثر ؟؟؟
ولكنه لم يكن يكترث إلا بعمله ويركز فيه بكل جوانحه فما لبث أن ساد الحديقة جو غريب من الجمال والسلام ولأول مرة منذ شهور طويلة جاءت الفراشات ... وراحت تتنقل بين الشجيرات الصغيرة معلنة مولد حياة جديدة في الأرض , التي كان يكسوها الجفاف .
وحين أنهى عمله بدأ يجمع معداته وأدواته في كيسه الصغير الذي يحمله في فوق كتفه ... ليذهب إلى حديقة أخرى كي يصورها لنا ويبعث الحياة فيها ..
ماذا تعلمنا من هذا الرجل ..؟
لقد قدم لنا باقة جميلة من الزهور التي يزرعها , كل زهرة تحكي قصة , انها قصص الحياة التي نعيشها , ولا نحس بها في كثير من الاحيان .
لقد علمنا هذا البستاني العجوز القناعة .
وعلمنا كيف نحب عملنا ونتمتع بكل لحظة فيه , بنفس القوة التي نشعر فيها بالانتصار , عندما نبتكر شيئاً جديداً لخير بني البشر.
يقول المشتغلون في علم النفس : ان قبول المرء لنفسه , وتقبله لحظة في الحياة بلا خجل ولا قلق , والعمل بعد هذا داخل اطار شخصيته وقدرته على الخلق والابتكار ... كل هذه العوامل من شانها ان تسعدنا وتقضي على أي شعور قد ينتابنا بالخوف من المستقبل .
ليس شرطا ان يحيا الواحد منا بروحه اللاحية واللامتناهية في حناياة ..... لكن يكفيه للحياة ان يحيا بحياة روح غيره ..
إنهم كل رجل يعرف معنى الحياة... وكل امرأة تعلمت فن الحياة.. هؤلاء جميعا هم الذين نجد في كل ما يقولون, وفي كل ما يفعلون , تلك المعاني الخفية التي ترفع من روحنا المعنوية ... إنهم هؤلاء الذين عرفوا كيف ينفذون من خلال تلك الخيوط المضيئة الرفيعة فتراهم معك في لحظات اليأس والمرض والوحدة... حتى لو كانوا بعيدين عنك...
هذه قصة لفنان أحب الحياة بإخلاص ...
في الربيع بدأت الحياة تعود إلى الأشجار التي جفت تحت صقيع الشتاء وجاء البستاني كما تعود أن يفعل في كل عام ليعاون الشجيرات الصغيرة على الاستمرار في رحلتها مع الحياة.... فلما رأى منظرها أمضى لحظات يتأمل الجفاف الذي أصاب الأرض التي جاء ليعيد لها الحياة وما هي إلا لحظات حتى اخرج الأدوات الصغيرة التي كان يضعها في كيس يحملها على كتفه وبدأ يعمل !!
وفجأة اختفى الرجل العجوز , لا يدري من أين يبدأ , لقد تحول إلى شاب صغير ....
في ساعديه القويتين وفي عينيه النافذتين عزم وتصميم. ماذا حدث له ؟ انه ذلك الحب في قلبه للأرض التي أمضى حياته يعمل فيها , وللعمل الذي أصبح كل شيء في عالمه الصغير وسط الزهور والورود التي يزرعها بيديه وهو يرى شجيراته الصغيرة تنمو وتكبر كما لو أنها طفلاً صغيراً يرعاه ويعتني به .
ومضى البستاني يعمل في هدوء يقلب الأرض بفأسه ويجمع الأوراق الجافة , ويشق جداول الماء ويصف شجيرات الزهور الصغيرة في الأرض في شكل هندسي جميل ثم ما تلبث المياه أن انسابت في هذه الطرق الصغيرة , لتروي التراب الذي جف تحت الصقيع والثلوج .
ولو وقفنا لحظة تأمل في هذا البستاني...
ترى هل وقف لحظة واحدة طوال هذه السنين التي قضاها مع عمله في الأرض ليفكر في انه لن يصل إلى أكثر مما وصل إليه ؟؟؟
ترى هل تمنى أن يكون غير ما كان , وان يجمع مالاً أكثر ؟؟؟
ولكنه لم يكن يكترث إلا بعمله ويركز فيه بكل جوانحه فما لبث أن ساد الحديقة جو غريب من الجمال والسلام ولأول مرة منذ شهور طويلة جاءت الفراشات ... وراحت تتنقل بين الشجيرات الصغيرة معلنة مولد حياة جديدة في الأرض , التي كان يكسوها الجفاف .
وحين أنهى عمله بدأ يجمع معداته وأدواته في كيسه الصغير الذي يحمله في فوق كتفه ... ليذهب إلى حديقة أخرى كي يصورها لنا ويبعث الحياة فيها ..
ماذا تعلمنا من هذا الرجل ..؟
لقد قدم لنا باقة جميلة من الزهور التي يزرعها , كل زهرة تحكي قصة , انها قصص الحياة التي نعيشها , ولا نحس بها في كثير من الاحيان .
لقد علمنا هذا البستاني العجوز القناعة .
وعلمنا كيف نحب عملنا ونتمتع بكل لحظة فيه , بنفس القوة التي نشعر فيها بالانتصار , عندما نبتكر شيئاً جديداً لخير بني البشر.
يقول المشتغلون في علم النفس : ان قبول المرء لنفسه , وتقبله لحظة في الحياة بلا خجل ولا قلق , والعمل بعد هذا داخل اطار شخصيته وقدرته على الخلق والابتكار ... كل هذه العوامل من شانها ان تسعدنا وتقضي على أي شعور قد ينتابنا بالخوف من المستقبل .
ليس شرطا ان يحيا الواحد منا بروحه اللاحية واللامتناهية في حناياة ..... لكن يكفيه للحياة ان يحيا بحياة روح غيره ..
