حاملة لمشاعل النور ، صاحبة المثل الأعلى دائماً ، والمنتمية بفخرٍ واعتزاز إلى كتاب الله ، والسائرة قدماً على هدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
رافعة كرامة المنتمي إليها نحو عنان السّماء .. تلكَ هي أمّة الإسلام .
بدأت بإشراقة قويّة ثابتة الخطى ، راسخة المبادئ ، منسابة المعاني ، فأضاءها نور الله ، وجملها الإسلام بهديه الذي وجه إليه نبي الأمة ، فكان فتوح ونصر وسؤدد .
وسارت تنثر الضياء في كلّ بقاع العالم ، تُعرّف عن نفسها برقيّ الخُلق ، وحسن التعامل والثبات على المبدأ .
فسحرت أعين العالم بأسره ، وامتلكت شغاف قلوبهم فدخلوا في دين الله أفواجاً .
نهضت بالدين ، بالعلم والعمل ، وحسن الاتباع فكانت رائدة الأمم المتحضرة ، ومعلمتها المثالية التي أعطت ومازالت من معين الإيمان .
لكنّ زلزال الفتن أتاها يسيرُ خلسة ، فباغتها من كلّ اتجاه .
بحث عن مواطن ضعفها فاستغلّها ، وأمسك جراحاتها الصغيرة فمزّقها كي تتسع ، ولم تتنبه إلى بعد أن غدت كلّها مزيجاً من جراح .
في البداية كان تهاون بسيط ، وبعض خلافات طفيفة .. وشيءٌ من ذنوب توسعت .. فما لفتت نظراً ولا أرهبت !
لكنها ما لبثت أن سرت ، وانتشرت فحطمت ودمّرت .
والآن .. نراها فتذوب القلوب لمرآها كمداً ، وتتحطم حُزناً وأسى وألماً ..
ينقسم أفرادها إلى قسمين ، قسم يائسُ محطم ، قد قطع الأمل من عودة ونهوض بعد سقطات مروّعة ، وسار ذاهلاً لا حول له ولا قوة ، ينعى أحزان الأمة بصوتٍ كسير ، ويبكي أيام مجدها بأنين الروح .
وقسمٌ حالمٌ مترقبٌ للنصر الكبير ، قد أغضى بصره عن كلّ خطأ وعيب في أمته ، فتجاهله ، وسار يحمل رايات الحلم الكبير ..
أن تعود الأمة كما كانت سيدة الأمم ، ورائدة الحضارة والإيمان والعلم .
وتمرُّ أيامه في الحلم السعيد ، ويطويه الزمان كما طوى غيره ، ويختفي الحلم لحظة وفاته ، وما تحقق له منه شيء ، ولا حاول أن يخطو خطوة في سبيل إنجازه !
وللأسف ، كلا الصنفين لم يحركا عجلة الأمة إلى الأمام ، بل كانت لهما بصمة واضحة في السقوط ..
فما فكرا يوماً بتغيير الخلل من الداخل ، ولا فكرا في الولوج إلى الأعماق .
الغفلة عن أمراضهم أعيتهم ، وأشغلتهم الأحداث الكبرى عن قضاياهم الصغيرة حجماً الواسعة فعلاً ..
فهاهو الكذب يسري والنفاق ، وهاهي الأخلاق تتهاوى ، والفتن تحتل القلوب ، كلّ تسيّره على هواه ..
والفرد المسلم ينقاد بلا عقل ، بلا وعي ، بلا إدراك ... إلا من رحم الله .
يتناسى أمراضه الكثيرة ، وعيوبه المتفشية ، فلا يعمل فيها على نزع خلل أو إصلاح فساد .
إنّ مما يثير نوازع الألم داخل القلب أن نطمح للتغيير في العالم ، وأن نحلم بالنصر المبين وما غيرنا أنفسنا ، وكم يؤلم أن نرى اليأس تمكّن فما ثبّتنا يقين المؤمن بالله ..
( ولينصرن الله من ينصره ) .
فمتى يؤذن فجرُ الأمة بانبثاق ، ومتى نعي الدروس ونتعلم منها ..
لقد أدّبنا الزمان كثيراً ، وعلمنا التاريخ حكماً خطها بوضوح .
لكنّ أميّة القلب قد سرت ، وحين تسري فهي تغلق لب العقول .
هي دعوة للعودة إلى النفس ومحاسبتها ، إلى مكاشفة الضمير الحيّ ، وإلى إصلاح القلوب على صعيد الفرد والمجتمع ..
فليكن حزننا باعثا لتحطيم القيود ، وليكن ألمنا محرّضاً لنبذ الظلمة ، ولنكن حملة لمشاعل الخير في زمن الانهيار .
رافعة كرامة المنتمي إليها نحو عنان السّماء .. تلكَ هي أمّة الإسلام .
بدأت بإشراقة قويّة ثابتة الخطى ، راسخة المبادئ ، منسابة المعاني ، فأضاءها نور الله ، وجملها الإسلام بهديه الذي وجه إليه نبي الأمة ، فكان فتوح ونصر وسؤدد .
وسارت تنثر الضياء في كلّ بقاع العالم ، تُعرّف عن نفسها برقيّ الخُلق ، وحسن التعامل والثبات على المبدأ .
فسحرت أعين العالم بأسره ، وامتلكت شغاف قلوبهم فدخلوا في دين الله أفواجاً .
نهضت بالدين ، بالعلم والعمل ، وحسن الاتباع فكانت رائدة الأمم المتحضرة ، ومعلمتها المثالية التي أعطت ومازالت من معين الإيمان .
لكنّ زلزال الفتن أتاها يسيرُ خلسة ، فباغتها من كلّ اتجاه .
بحث عن مواطن ضعفها فاستغلّها ، وأمسك جراحاتها الصغيرة فمزّقها كي تتسع ، ولم تتنبه إلى بعد أن غدت كلّها مزيجاً من جراح .
في البداية كان تهاون بسيط ، وبعض خلافات طفيفة .. وشيءٌ من ذنوب توسعت .. فما لفتت نظراً ولا أرهبت !
لكنها ما لبثت أن سرت ، وانتشرت فحطمت ودمّرت .
والآن .. نراها فتذوب القلوب لمرآها كمداً ، وتتحطم حُزناً وأسى وألماً ..
ينقسم أفرادها إلى قسمين ، قسم يائسُ محطم ، قد قطع الأمل من عودة ونهوض بعد سقطات مروّعة ، وسار ذاهلاً لا حول له ولا قوة ، ينعى أحزان الأمة بصوتٍ كسير ، ويبكي أيام مجدها بأنين الروح .
وقسمٌ حالمٌ مترقبٌ للنصر الكبير ، قد أغضى بصره عن كلّ خطأ وعيب في أمته ، فتجاهله ، وسار يحمل رايات الحلم الكبير ..
أن تعود الأمة كما كانت سيدة الأمم ، ورائدة الحضارة والإيمان والعلم .
وتمرُّ أيامه في الحلم السعيد ، ويطويه الزمان كما طوى غيره ، ويختفي الحلم لحظة وفاته ، وما تحقق له منه شيء ، ولا حاول أن يخطو خطوة في سبيل إنجازه !
وللأسف ، كلا الصنفين لم يحركا عجلة الأمة إلى الأمام ، بل كانت لهما بصمة واضحة في السقوط ..
فما فكرا يوماً بتغيير الخلل من الداخل ، ولا فكرا في الولوج إلى الأعماق .
الغفلة عن أمراضهم أعيتهم ، وأشغلتهم الأحداث الكبرى عن قضاياهم الصغيرة حجماً الواسعة فعلاً ..
فهاهو الكذب يسري والنفاق ، وهاهي الأخلاق تتهاوى ، والفتن تحتل القلوب ، كلّ تسيّره على هواه ..
والفرد المسلم ينقاد بلا عقل ، بلا وعي ، بلا إدراك ... إلا من رحم الله .
يتناسى أمراضه الكثيرة ، وعيوبه المتفشية ، فلا يعمل فيها على نزع خلل أو إصلاح فساد .
إنّ مما يثير نوازع الألم داخل القلب أن نطمح للتغيير في العالم ، وأن نحلم بالنصر المبين وما غيرنا أنفسنا ، وكم يؤلم أن نرى اليأس تمكّن فما ثبّتنا يقين المؤمن بالله ..
( ولينصرن الله من ينصره ) .
فمتى يؤذن فجرُ الأمة بانبثاق ، ومتى نعي الدروس ونتعلم منها ..
لقد أدّبنا الزمان كثيراً ، وعلمنا التاريخ حكماً خطها بوضوح .
لكنّ أميّة القلب قد سرت ، وحين تسري فهي تغلق لب العقول .
هي دعوة للعودة إلى النفس ومحاسبتها ، إلى مكاشفة الضمير الحيّ ، وإلى إصلاح القلوب على صعيد الفرد والمجتمع ..
فليكن حزننا باعثا لتحطيم القيود ، وليكن ألمنا محرّضاً لنبذ الظلمة ، ولنكن حملة لمشاعل الخير في زمن الانهيار .